-->
ads

ما الاختلاف بين الهدية والصدقة

ما الاختلاف بين الهدية والصدقة

    الهديّة والصّدقة يتبادل النّاس فيما بينهم في الأعياد والمناسبات المغيرة العطايا، وهي أداة للتّعبير عن المشاعر الكامنة في النفس، وربما أُهدِيت للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعض المنح وقبِلها، وأهدى هو بعض أصحابه وافق الله عنهم، وتبدو أهميّة الهديّة في تصفية النفوس، ودورها في ترسيخ الصلات، وترسيخ المحبّة بين الناس، وبعض الأشياء المبذولة لا يكون الغاية نحو بذلها الإهداء، إنّما تكون من باب الصّدقة.
     فما هي الهديّة، وما هي الصّدقة، وما الفرق بينهما؟

    الاختلاف بين الهديّة والصّدقة :
    تشترك الهديّة مع الصّدقة في نقطة محدّدة، وهي أنّهما تتعلّقان بما يُعطى من فردٍ لآخر، فالعطيّة هي المعنى العام الذي تشتركان فيه، أمّا الفرق الواضح بينهما؛ فهو أنّ الصّدقة هي ما يُعطيه الفرد إلى فردٍ آخرٍ؛ لاحتياج الفرد الآخر لتلك الصّدقة؛ بغرض نيل المكافأة والأجر من الله تعالى، أمّا الهديّة فتكون بأن يُعطي فردٌ شخصاً آخر شيئاً؛ ليُظهر له التودّد أو المحبّة، أو تعبيراً عن الامتنان والتّقدير له، أو احتفالاً بمناسبةٍ خاصةٍ أو عامة، فإن لم يُقصَد بالعطيّة معنىً من هذين المعنيين، يكون الإعطاء من قبيل الهِبة، أوالعطيّة، أو النِّحلة.

    أتى في متطلبات أولي النّهى: من قصَد بمنح شيءٍ لغيره الثّواب لاغير، فعطيّته على ذلك الوجه صدقة، أمّا إن كان إعطاؤه إكراماً، أو تودداً، أو ثوابً، فعطيّته على ذلك الوجه هديّة، وإن لم يعني بإعطائه شيئاً ممّا ذُكِر فيسمّى ما أعطى هِبةً، أو عطيّةً، أو نِحلةً، وتلك الألفاظ الثلاثة الهبة، والعطيّة، والنِّحلة؛ لها نفس المعنى والحكم ذاته، وتُطلَق جميعها على الأُعطيات التي يُقدّمها فردٌ لآخر، لا بغرض الإهداء، ولا بغرض التصدُّق، وذلك النوع من المنح مُستحَبٌ نحو أهل العلم؛ إذا قُصد فيها وجه الله تعالى، كمن يهب هبةً لعالمٍ، أو رجلٍ صالحٍ، أو عبدٍ فقيرٍ، وإذا قُصِد بها صلةُ رحمٍ، تكون أجود من عتق الرِّقاب في طريق الله، والصَّدقة من حيث الأجر أجود من الهِبة. 

    وتُكرَه الصّدقة لو كان الغاية منها المُباهاة، أو الرِّياء، أوالسُّمعة، أمّا إذا قد كانت لأخٍ قريبٍ، أو بغاية إزاحة حقدٍ ما، أو لجذبِ محبّة شقيقٍ له في الله، فتكون الهديّة لذلك الفرد أجود من الصّدقة لشخصٍ آخر.